ثل عادتي كل صباح ; فتحت الراديو لأستمع للاذاعة الوطنية التي أصبحت بالنسبة لي شيئا ا محببا خلال فترة الاعداد للامتحانات; جعلت أذناي تسترقان السمع بينما انهمكت عيناي بالمطالعة ; سمعت اهازيج اغنية ""بابا فين"" التي يحفظها الجميع , معلنة ابتداء فترة شقاوة أطفال التي أحبها كثيرا ....
ضحكت حين سمعت احدى النساء تحكي مغامراتها مع اطفالها وتروي تفاصيل شقاوتهم والمشاكل التي يسببونها لها , فتذكرت مع كلامها كل ذكريات الماضي ; وكل المشاكل التي شقاوتي تضعني فيها, فضحكت كثيرا , لأني في يوم من الايام قد قمت رفقة أخي باحراق منزلنا هههههههههههه
أثناء تجوالنا في دروب الحي , (وكان أخي حينذا في السابعة من عمره بينما بلغت انا عامي الخامس ,) وجدنا علبة ثقاب في طريقنا , فرحنا كثيرا لأنه كان من المحرم علينا في البيت استعماله , أسرعنا و أريناها للماما التي سارعت بدورها بلومنا واخفاء العلبة في رف عالي لا تطاله ايدينا الصغيرة , حزنا كثيرا وخصوصا أخي لأن أمله في استعمال عود واحد لم يتحقق ....
بعد وجبة الغداء ; حان وقت قيلولة الاسرة ...وكما العادة فالصغار ابدا لا ينامون ....في الوقت الذي كانت الماما تغط في نوم عميق; كنا أنا وأخي نرسم خططا لسرقة عود ثقاب من أعلى الرف; ونجحت الخطة التي تمكنا بها من اخد العلبة بكاملها ههههههههه كرسي وطاولة كانا كافيين لتنفيذ المطلوب
جلسنا في غرفة ابن العمة الغائب في الجندية ; والذي ترك متاعه كاملا وأوراق عمله ولباسه العسكري أمانة في البيت , وبدأنا نضحك لأننا تمكنا من خداع الماما
ــ هل أشعله ?
ــ لا لا لا....(قلتها بنبرات الخائفة من العقاب ) فلنخبأه فقط
ــ فلنشعله....فأنت لم تري أبدا عود ثقاب وهو يلتهب
ــ صحيح , أشعله (ههههههه وأتذكر فضولي حينها الذي جعلني أوافق أخي الرأي ههههه)
فما كان من أخي الهمام الا ان اشعل العود الاول وأطفأه
فقلت يكفي
أشعل الثاني وأنا أضحك ; وبعدها الثالث والرابع وعددا كبيرا لم اتذكره الا حينما رأيت لهبا يخرج من خزانة ابن العمه ...لم اعرف اننا كنا نطفئ العيدان برميها في تلك القطعة الخشبية المهترئة ...كنت أضحك من أعماق قلبي ولكن بعد أن احسست باحتراق احد الكتب , هربت مسرعة وأنا ألوح من الطابق الثاني
ــ ماما ماما ........انهضي .....أخي قد أحرق المنزل
وما ان تصل الماما والبابا ومعها باقي الاخوة الى الغرفة التي جلسنا فيها ; حتى يجدوا خزانة قد صارت رمادا ونارا قد أكلت نصف حقائب ابن العمة المسافر ولولا لطف الله لوصلت النار لقابس الكهرباء لتصبح كارثة
أتذكر هاته الذكريات فأضحك من نفسي كثيرا....فما فعلته بعد اشعال النار هو ما جعل أخي يشبع ضربا من الجدة التي غضبت لاحراق حقائب حفيدها وجعلت البابا يعاقبه بحرمانه من الخروج ومن التلفاز ..وجعلت الماما تهديني حلويات كثيرة لأني أخبرتها بالامر ومنعته من اشعال الحريق
أتذكر هاته الحادثة فأضحك أنا وأخي كثيرا....فقد سببنا لأنفسنا وللاسرة مشكلة كبيرة ...نجيت منها أنا بينما عوقب هو لمدة أيام طوال , حرم خلالها من كل ما استمتعت أنا به
هههههههههههههههههه