| 'رينيه ديكارت'René Descartes | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
barakat عضو فعال
عدد الرسائل : 85 العمر : 33 العمل/الترفيه : المطالعة المزاج : نشيط في الأوقات الصعبة تاريخ التسجيل : 13/12/2007
| موضوع: 'رينيه ديكارت'René Descartes الأحد ديسمبر 16, 2007 1:53 pm | |
| 'رينيه ديكارت'René Descartes ولد ( 31 مارس 1596 - 11 فبراير 1650 ) يعرف أيضا بكارتيسيوس Cartesius فيلسوف فرنسي و رياضياتي و عالم يعتبر من مؤسسي الفلسفة الحديثة ومؤسس الرياضيات الحديثة . يعتبر أهم و أغزر العلماء نتاجا في العصور الحديثة . الكثير من الأفكار و الفلسفات الغربية اللاحقة هي نتاج و تفاعل مع كتاباته التي درّست و تدرّس من أيامه إلى أيامنا. لذلك يعتبر ديكارت احد المفكرين الأساسيين و احد مفاتيح فهمنا للثورة العلمية و الحضارة الحديثة في وقتنا هذا . يمجد اسمه بذكره في ما يدعى هندسة ديكارتية التي يتم بها دراسة الأشكال الهندسية ضمن نظام إحداثيات ديكارتي ضمن نطاق الهندسة المستوية التي تدمجها مع الجبر .
يعارض ديكارت الكثير من أفكار أسلافه . ففي مقدمة عمله عاطفة الروح Passions of the Soul ، يذهب بعيدا للتأكيد أنه سيكتب في هذا الموضوع حتى لو لم يكن احد سبقه لطرح هذا الموضوع. بالرغم من هذا فإن العديد من الفكار توجد بذورها في الأرسطية المتأخرة و الرواقية Stoicism في القرن السادس عشر او في فكر أوغسطين.
يعارض ديكارت هذه المدرسة في نقطتين أساسيتين : أولا يرفض تقسيم الجسام الطبيعية إلى مادة و صورة (شكل) كما تفعل معظم الفلسفات اليونانية . ثانيا يرفض الغايات أو الأهداف Teleology - سواء كانت غايات ذات طبيعة إنسانية أو إلهية لتفسير الظواهر الطبيعية . أما في الإلهيات فهو يدافع عن الحرية المطلقة لفعل الله أثناء الخلق . أسهم في الشك المنهجي استهدف في شكه الوصول الي اليقين وأسباب الشك لديه أنه يلزم أن نضع موضع الشك جميع الأشياء بقدرالأمكان ويبرر الشك أنه تلقى كثيرا من الآراء الباطلة وحسبها صحيحة فكل ما بناه منذ ذلك الحين من مبادئ على هذا القدر من قلة الوثوق لا يكون إلا مشكوكا فيها إذن يلزم أن نقيم شيئا متينا في العلوم أن نبدأ بكل شئ من جديد وأن توجه النظر إلى الأسس التى يقوم علينا البناءمثال المعطيات الخاصة للحواس فالحواس تخدعنا أحيانا والأفضل الا نثق بها أما الأشياء العامة كالعيون والرؤوس والأيدي التى يمكن أنتتألف منها الخيالات يمكن ان تكون نفسها خياليةمحضة. | |
|
| |
barakat عضو فعال
عدد الرسائل : 85 العمر : 33 العمل/الترفيه : المطالعة المزاج : نشيط في الأوقات الصعبة تاريخ التسجيل : 13/12/2007
| موضوع: منهج الشك عند ديكارت الأحد ديسمبر 16, 2007 1:56 pm | |
| منهج الشك عند ديكارت الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وبعد: فإن الاطلاع على الحضارات المختلفة من الأمور التي تزيد في المخزون المعرفي لدى الباحث الجاد، لأن البحث العلمي هو الركن الأساسي في قيام الحضارات. ولعل الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت من أوائل الذين مجدوا العقل ونادى بارتياد الاتجاه العقلي حتى سمّي "أبو الفلسفة الحديثة". وقد نادت الفلسفة الديكارتية بالحق الذي برهنت عليه في وضوح الذهن وبداهيته ومجّدت العقل، وقال ديكارت في المقال عن المنهج: "العقل هو أحسن الأشياء توزعاً بين الناس إذ يعتقد كل فرد أنه أوتي منه الكفاية حتى الذين لا يسهل عليهم أن يقتنعوا بحظهم من شيء غيره ليس من عادتهم الرغبة في الزيادة على ما لديهم منه، وليس براجح أن يخطئ الجميع في ذلك، بل الراجح أن يشهد هذا بأن قوة الإصابة في الحكم وتمييز الحق من الباطل، وهي في الحقيقة التي تسمى بالعقل أو النطق تتساوى بين كل الناس بالفطرة، وكذلك يشهد اختلاف آرائنا لا ينشأ من أن البعض أعقل من البعض الآخر"([1]) . وقبل التعرف على منهج الشك الديكارتي، لا بد لنا من معرفة لمحة سريعة عن حياته، والعوامل التي ساعدت على ظهور هذا المنهج عنده. حيـاة ديكـارت: ولد رينيه يواقيم ديكارت في 31/3/1596م، بمدينة لاهاي بإقليم التورين Touraine{ بفرنسا، وأبوه يواقيم ديكارت كان مستشاراً بمحكمة بريتاني (Bretagne)، أما أمه فهي جان بورشار كانت بنت حاكم مقاطعة بواتيبة في جنوب تور، فهو ينتمي إلى أسرة فرنسية برجوازية عرفت بنبلها، وشرفها، وعلو منزلتها في طول البلاد وعرضها. ([2]). كان ينتمي إلى طائفة اليسوعيين، التي كانت تعمل في إطار حركة الإصلاح الديني الكاثوليكي، التي كانت موجودة قبل إنشاء هذه الطائفة بأمد بعيد، وجماعة اليسوعيين التي أسسها القديس اغناطيوس اللوايولي الإسباني في القرن السادس عشر، كانت تهدف إلى مقاومة الإصلاح البروتستانتي، والعمل على تجديد الكنيسة الكاثوليكية، عن طريق التوجيه الديني والسياسي والتربوي للقادة والحكام، ولأبنائهم. ولما كان ديكارت واحداً ممن تربوا في لافليش وتعلموا فيها وتلقنوا أصول التعاليم اليسوعية التي كان في مقدمتها: أن الإنسان خلق لكي يمجد الله ويخدمه، لا للبحث في حقائق الدين ومحاولة استكناة أسراره، كما تعلموا دروساً في تقوية الإرادة وتحمل المسؤولية([3])، فإن هذه التربية أثرت في نفسية ديكارت، وألهمته طمأنينة النفس وغمرته بالإيمان، وحببته في العمل والنظر معاً، كما عودته على تحمل المسؤولية والشغف بالنظام والامتثال بالطاعة وغيرها من الصفات الحميدة؛ التي أسهمت بنصيب وافر في تكوين ملامح فكره، مما أحدث تحولاً جوهرياً في مسار الفكر في ذلك العصر نتيجة المنهج الذي قدمه لبلده وأمته، والذي كان مغايراً لما سبقه من أفكار، وانبثق الشك عنده كوسيلة مؤقتة لتحرير العقل من سيطرة الأفكار والنظريات السابقة وتطهيره من مجرد الاحتمالات.
منهج الشك عند ديكارت: يرى ديكارت أن البحث في المنهج هو أهم المشكلات وأولاها بالعناية في مهمة الفيلسوف. ولم يرض ديكارت عن منهج الفلسفة الكلامية الذي كان سائداً في عصره، وتلقَّنَه أيام طَلَبِهِ للعلم في مدرسة لافليش، ولاحظ ديكارت اختلاف وجهات النظر وفوضى الآراء سواء في الفلسفة، أو في العلوم، أو في الدين. ويرى ديكارت أن المنهج هو عبارة عن قواعد مؤكدة بسيطة إذا راعاها الإنسان مراعاة دقيقة، كان في مأمن أن يحسب صواباً ما هو خطأ، واستطاع -دون أن يستنفذ قواه في جهود ضائعة-أن يصل بذهنه إلى اليقين في جميع ما يستطيع معرفته([4]). والشك هو خطوة التأمل الفلسفي الأولى والأساسية عند ديكارت، وهو السبيل الأمثل للوصول إلى اليقين، إذ يقول: "الشك خطوة ضرورية لا بد من اتخاذها فخبرتي بالخطأ وتعرضي له منذ عهد بعيد واحتمال تجدده بفعل تلك الأحكام التي خضعت لها ولم أتبين صحتها، سواء كانت أحكاماً فرضها الغير، من معلمين، أو مرشدين، أو من وكّل إليهم أمري، أم أحكاماً فرضها عليّ الحس أو الخيال-وتعرضها للخطأ معروف- إن كل هذا يدعوني إلى الشك"([5]). ويقول أيضاً: "لقد كنا أطفالاً قبل أن نصبح رجالاً، وحيث أننا قد أصبنا أحياناً، وأخطأنا أحياناً أخرى في أحكامنا على الأشياء المعروضة لحواسنا، عندما كنا لم نصل بعد إلى تكوين عقولنا، فإن هناك ثمة أحكاماً كثيرة، تسرعنا في إصدارها على الأشياء ربما تحول دون بلوغنا الحق، وعلقت بعقولنا قبل التيقن منها، حتى أنه لم يعد هناك أمل في التخلص منها إلا إذا شرعنا مرة أخرى في حياتنا إلى وضع جميع الأشياء التي قد تنطوي على أقل قسط من الريبة موضع الشك"([6]) . من خلال هذه النصوص يمكن القول: إن الشك عند ديكارت يختلف عن الشك الذي كان سائداً قبل عصره، فالشك عند ديكارت هو شك مؤقت يقوم على هدم الماضي في سبيل إصلاح ما فسد منه، أو إعادة النظر فيه، في حين أن الشك عند من سبقه هو الشك المطلق كما هو عند"مونتني" وفلاسفة إيطاليا في القرن السادس عشر نتيجة إعادة إحياء تراث اليونان وتغيير خريطة العالم. فالشك في المرحلة السابقة على فكر ديكارت جمّد العلم، وأضعف من شأنه، في حين أن منهج الشك الديكارتي ردّ إلى العقل احترامه، إذ أن الشك الديكارتي شك إرادي يصطنعه، وهو مؤقت، لأنه يظل مستمراً حتى يتيقن الإنسان من أن أفكاره قد بلغت حداً فائقاً في الدقة واليقين، وأنه لا يلابسها أدنى شك. فالشك الديكارتي شك بنّاء؛ لأنه وليد تجربة شخصية عقليه، حيث إن ديكارت وجد أمامه تراث فلسفي وعلمي وديني كثرت حوله الأقاويل، وتعددت بصدده المذاهب، فلم يجد في هذا التراث الذي عايشه شيئاً يطمئن إليه بصفة مطلقة، أو يقنعه تماماً، فاصطنع الشك منهجاً لبلوغ اليقين في جميع ما يحيط به من معارف ونظريات([7]). ومنهج الشك الديكارتي قد يشبه منهج الشك عند الإمام الغزالي كما يفهم من قوله في (المنقذ من الضلال): "لقد كان التعطش إلى درك حقائق الأمور دأبي وديدني من أول أمري وريعان عمري غزيرة وفطرة من الله"([8]). وهذا ما ذهبت إليه الدكتورة راوية عبد المنعم في كتابها(ديكارت والفلسفة العقلية) إلا أنها فرقت بين المنهجين بقولها: "وبالرغم من هذا التشابه الظاهري في استخدام منهج الشك عند كل من الفيلسوفين، إلا أن طريق الشك الذي انتهجه الأول يختلف عنه عند الثاني، الذي نتج من أزمة نفسية انشقت عنها حالة إشراق صوفي، بينما كانت الحقيقة المعقولة هي نتيجة الشك الديكارتي الذي لم يكن يرمي إلى إثبات روحية النفس، ويرتقي منها إلى معرفة الله"…، وتضيف د.راوية قائلة: "كان الفلاسفة يبدأون من العلم الطبيعي ليصلوا منه إلى ما بعد الطبيعة "الميتافيزيقيا"، وبمجيء ديكارت الذي بدأ من فكرة "الله" لم تعد النظرة إلى العالم تبدأ من العالم المحسوس إلى العالم المعقول، بل تبدأ من العالم المعقول عنى طريق الفكر الذي هو أساس كل معرفة. فقد حاول الوصول إلى اليقين عن طريق استخدام منهج الشك، ذلك المنهج المؤقت الذي يهدف منه إلى بلوغ الحقيقة في جميع المعارف والعلوم الإنسانية، التي أصبحت في نظر ديكارت موضع شك ومحل شبهه"([9]). وهذا المنهج الذي سلكه ديكارت كان من أُولى ثماره إثبات الذات والتي نتج عنها النظرية الديكارتية المشهورة "أنا أفكر فأنا موجود"، وبعد ذلك توصل إلى اليقين بوجود الله. وفي ضوء ما تقدم فيمكن تلخيص منهج الشك عند ديكارت بالنقاط التالية: 1.إن المنهج الديكارتي نشأ نتيجة المناخ العلمي والفكري الذي عاش فيه وكان محاطاً بالاتجاهات العلمية والدينية. 2.إن تفكير ديكارت في كل ما كان يدور حوله والموروثات العلمية والدينية التي عجز رجال الكنيسة عن تفسير مقنع للمسلّمات التي يؤمنون بها واكتشافه خطأ أقوالهم. 3.الشك عند ديكارت هو وسيلة للوصول إلى اليقين وليس شكاً مطلقاً. 4.الشك الديكارتي منهجاً جديداً ومبتكراً، ولم يسبق إليه في حين أن الشك المطلق كان مذهباً سائداً قبله. ويمكننا القول: إن ديكارت طور مفهوم منهج الشك. 5.حاول ديكارت هدم العالم الحسي بالشك وإعادة النظر إليه من جديد. والذي فهمته من مطالعتي لأفكار ديكارت: أنه لا يوجد عنده حقائق يقينية مسلّمة، قبل البحث والتدقيق، والتمحيص فيها، لكنه في الوقت نفسه لا ينكر وجود هذه الحقائق مطلقاً. فهو يشك في كل شيء، وبعد البحث يوصله هذا الشك إلى النفي أو إلى الإثبات، فالشك هو الأصل عنده. ولعل هذا المنهج يصلح في البحث في الأمور العلمية البحتة، ويمكن الاستفادة من هذا المنهج في بحوثنا العلمية، لكننا لا نستطيع الاعتماد عليه وحده في البحوث المتعلقة بالشريعة، والأحكام، والعقائد، لأن الإيمان بالغيب، هو ركن أساسي من أركان الإيمان، بل إن أركان الإيمان كلها قائمة على الإيمان بالغيب، ومستندها: الأدلة النقلية، لا العقلية. وإذا كان العلم لا يتقدم إلا باتباع مناهج البحث العلمي، وكلما كانت هذه المناهج أكثر دقة وانضباطاً، كانت النتائج المترتبة عليها كذلك. وإذا علمنا أن العلم شرط رئيس في قيام الحضارات، فإن مناهج البحث العلمي ذات صلة وثيقة بقيام الحضارات. وإذا كانت حضارة أوروبا قامت حين تخلوا عن التفكير الأسطوري، واتبعوا منهجاً عقلياً منضبطاً في العلم والتفكير، بظهور بعض العلماء والمفكرين، أمثال: ديكارت وبيكون وغيرهما، فأنتجوا علماً وأشادوا حضارة، فإن الأمة الإسلامية عندما سلكت المنهج الرباني في السلوك والتفكير، فإنهم لم ينتجوا حضارة فقط، بل كانوا أسياد الحضارات كلها، وأنتجوا علماء عاملين، وبرزوا في جميع العلوم الدينية والدنيوية، وسخروا هذه العلوم في خدمة الدين، والإنسان. وختاماً نسأل الله أن يردنا إلى ديننا رداً جميلاً، وأن يعيد للإسلام والمسلمين عزهم، ومجدهم، إنه سميع مجيب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
عدل سابقا من قبل في الأحد ديسمبر 16, 2007 2:32 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
siham مشرفة قسم الأمراض المنقولة جنسيا
عدد الرسائل : 946 تاريخ التسجيل : 10/12/2007
| موضوع: رد: 'رينيه ديكارت'René Descartes الأحد ديسمبر 16, 2007 2:06 pm | |
| | |
|
| |
barakat عضو فعال
عدد الرسائل : 85 العمر : 33 العمل/الترفيه : المطالعة المزاج : نشيط في الأوقات الصعبة تاريخ التسجيل : 13/12/2007
| موضوع: شروط وآليات الحوار الفلسفي الأحد ديسمبر 16, 2007 2:26 pm | |
| شروط وآليات الحوار الفلسفي طرح الاشكالية إن تناول الحوار الفلسفي يفرض مجالا و حيزا هاما من التأني، حتى يتسنى للباحث أن يرسم لمسار بحثه خطى تمكنه من استحضار مختلف المداخل و الاتجاهات الممكنة لمستوى بناء أطروحة ما في علاقة مع هذا المقوم المنهجي داخل الحقل الفلسفي. من هذا المنطلق، فإن إثارة مقولة الحوار الفلسفي بخصوصياته المتشعبة افتراضا بل يقينا، يطرح تحديات و بذلك يستدعي استراتيجيات قصد الاحتكام إليه من جهة و الاشتغال عليه من جهة ثانية . و بذلك فإن الحديث عن هذا المكون داخل الحقل الفلسفي الواسع و الرحب، يولد تساؤلات و يطرح إشكاليات : فمسألة الحوار الفلسفي إذا أضحى من الإشكاليات الشائكة و الساحرة في ذات الوقت، نظرا لعدة اعتبارات (منهجية- مفاهيمية- أخلاقية). و حتى يتسنى لنا الانفلات من مسار تساؤلي متداخل التموجات في شكل فوضوي قد يضيع معه الجهد التأملي الهادف بما ينبغي أن ينطوي عليه من كفايات تحليلية، تفسيرية، تركيبية وتقويمية، فإن اللياقة الفكرية المتبصرة تقتضي نوعا من التوجيه المنهجي و اليقظة المعرفية المتسلحة بترسانة الأدوات المنهجية اللازمة في مثل هذا السياق. و نعني بهذه الأدوات على سبيل المثال لا الحصر ما يمكن أن نسميه بالمنهج الاستراتيجي في التفكير و التداول. وهذه واحدة من الضر وارت و المسلمات اللازمة عندما يراد رسم مسار واضح المعالم يستهدف التفكير كمقولة لا نقول عنها أنها شكل من أشكال التفلسف المنخور في صورته التقليدية الذي يسعى نحو الامتلاء للحسم في القضايا التي يطرحها، بل المراد من هذه الضرورات هو، أولا وقبل كل شيء، الالتزام، في إطار وضعيات منفتحة بشكل مستمر على قضايا مستجدة على اعتبار أن الحقيقة كانت فلسفية أو علمية هي انفتاح على حد قول هايدغر . وبذلك نكون بصدد صياغة مشروع فكري ينبني على آلية فكرية و ذهنية مرنة و متيقظة تميزها مرقاة "الاشتغال الفلسفي" و الذي يتخذ كمتغيرات له المنهج ، الموضوع و سياقهما على السواء مجالا للاشتغال و البحث. وهذا يدفع الباحث إلى صيرورة لولبية أبعد من أن توصف بالتناغم و الستاتيكية و هي أقرب ما تكون بذلك من مستويات و مكونات الذهن الفاعل و المتفاعل مما يمكن من توليد دينامية في صيرورة الاكتساب من جهة و في خلق مشاريع الإنتاج الفلسفي الخصبة و الملتزمة بالواقع اجتماعيا كان أم سياسيا أم أخلاقيا أم اقتصاديا بل و حتى إن تعلق الأمر بواقع أدبي أو فني أو علمي . فواقع البحث الفلسفي في مستواه المعاصر يؤكد أن المعارف المستنبطة من دراسات سابقة في جميع المجالات قابلة للمراجعة والتجاوز. فمجال البحث كأداة مفتوح و باب الاجتهاد مرغوب. فالمعرفة باتت لا تستقر على حقيقة واحدة و نهائية على اعتبار أن الفهم المعاصر للحقيقة هي انفتاح بتعبير هايدغر كما سبقت الإشارة إلى ذلك ( إن جوهر أي عصر ينعكس في صورة العالم التي يتبناها هذا العصر أو ذاك وقد تميز الانتقال إلى الحداثة ليس فقط باستبدال صورة العالم القديمة و لكن أيضا بتحويل العالم نفسه إلى صورة. إن الحادثة الرئيسية في العصر الحديث هي في ذلك الفتح للعالم بوصفه صورة ولم تعد هده الصورة تعني مجرد نسخ أو محاكاة للعالم. فكلمة صورة تعني الآن صورة منظمة أو متشكلة والتي هي نتاج القدرة التمثيلية الخاصة بالذات. إن الذات الحديثة تخلق الواقع من خلال التمثيل. إنها تنتج العالم من خلال إعادة إنتاجه ) إذن الصيرورة المعرفية و الفكرية، من هذا المنطلق، انتقلت من منهج مبني على اليقين المطلق يتبنى الحتمية في النتائج (العلوم خاصة) إلى منهج منفتح يتأسس على الخطأ المنهجي الابستمولوجي و يتبنى الاحتمالية في النتائج (الحداثة ليست سوى ظاهرة تاريخية عارضة والظواهر كما تأتى تفنى أما همة الإنسان فهي حقيقة باقية ببقائه) طه ع الرحمن من محاضرته عن روح الحداثة والإبداع نقلا عن كتاب مسألة الحداثة في الفكر المغربي المعاصر محمد الشيخ ص 147 إن الضرورة المنهجية المشار إليها آنفا تتطلب الحديث و التداول في الظروف العامة و الخاصة التي يجب أن تميز السياقات التي ستؤطر المناخ الفكري لحوار فلسفي معاصر. التنظير لمثل هده السياقات لتحقيق محاورات فلسفية تجعلنا نستلهم بعض النماذج الفلسفية المعاصرة و التي امتلكت بعض الجرأة في التعامل مع التراث الفلسفي باعتباره موروثا قابلا للنقد و المراجعة. إن هده النماذج و التي سنعرض لبعضها ضمن هذه المحاولة هي نماذج برزت في إطار حركية الفكر الفلسفي التي ميزت القرن العشرين. لذلك فإن الرجوع إليها ضرورة منهجية واعدة حتى نكون بصدد إرساء منظومة فكرية متكاملة تطمح إلى تجاوز المنهجيات التقليدية . فالفلسفة، على الأقل، في نظر جيل دولوز" تساؤل يعيد النظر فيما تراكم لديه من أجوبة. إن الفلسفة بما هي إبداع المفاهيم، لم تعد معرفة بالمبادئ الأولى ذلك التعريف الإغريقي الأرسطي... و حتى كانط لم يبارح هذه التسمية و إن اصطلح عليها بتسمية أحدث " نقد العقل الخالص" المرجع- ما هي الفلسفة جيل دولوز فليكس غتاري ترجمة ومراجعة وتقديم مطاع صفدي و فريق مركز الإنماء القومي ص- 5 - . إن تعريف الفلسفة من منظور إبداع المفاهيم، ينقل الفلسفة " من طوبائية( البحث عن الحقيقة) إلى حيز أدوات البحث إذ أن المفاهيم لم تكن مفردات للحقيقة، بقدر ما تصير أدوات أو مفاتيح تتعامل مع أجواء الحقيقة." المرجع- ما هي الفلسفة ص5 و في نفس السياق يقول مطاع صفدي " و لقد قلنا مفاهيم، ولم نقل مفهوم . و ذلك لأنه لم تعد ثمة طريقة واحدة بعينها تطرق باب أو أبواب الحقيقة . فإن التعددية في المفاهيم تفترض مداخل كثيرة و متنوعة التي قد يؤدي بعضها إلى البعض الآخر.... وهذا يعني أن المفهوم ليس هو ذلك الاصطلاح المنطقي . فإن له ثمة شخصية مفهومية. إنه ينزل إلى الحدث، وقد يغدو هو من أبرز حادثاته . لأنه لا يكتفي بإعطاء ذاته، بل يتدخل في عملية استكناه غيره . لا أهمية للمفهوم منقطعا عما يمفهمه " المرجع ماهي الفلسفة ص 6 . كما أن مطاع صدفي ينبه على أن" المفهوم ليس له وحدة سكونية" المرجع السابق ص 6 . إن البحث الفلسفي من منظور إبداع المفاهيم يتطلب الانخراط وفق شروط معينة و مقومات منهجية في صيرورة الاشتغال الفلسفي. أهمها الالتزام كما قلنا سابقا و الذي ينبغي أن يظهر بالأساس في إطار تعاقد هادف مع الذات و الآخر لبسط الإشكاليات الحقيقية و المطروحة بشكل مستفز. فالمسألة إذن من هذا المنظور تحيل إلى وضعيات فلسفية على غرار وضعية – مسألة باعتبارها المقوم المنهجي الذي يحكم بيداغوجيا التدريس وفق بارديكم الكفايات. فالوضعية – المسالة في تقديرنا الشخصي هي المحدد الإطار لكل اشتغال فلسفي مرتقب وطموح. و هنا تدعو الضرورة التواصلية و التفاعلية المعرفية والمنهجية إلى ربط كل تفكير و بالأحرى كل اشتغال فلسفي بالسياقات في جميع مستويات تمظهراتها النفسية والاجتماعية و الاقتصادية و السياسية. لقد أصبح ضروريا أن تقول الفلسفة كلمتها في ما يعترض الفرد و المجتمع من مشاكل لا يجد العلم التطبيقي حلا لها. وبدلك نكون في حضرة سقراط بامتياز حين دعا بإلحاح وبشكل مبكر إلى" إنزال الفلسفة من السماء إلى الأرض". إن وظيفية الفلسفة لا تستقيم إلا بفتح مجال الاشتغال على المباحث الأخرى وهذه مسألة ينبغي أن تنتمي إلى مقومات المنهج الاستراتيجي في المعنى الذي حددناه في علاقته بالوضعية المسألة فهي تتمحور في صلب إشكالية الحوار الفلسفي برمته و نعني بها عدم الاكتفاء بحقل معرفي واحد ووحيد عند كل اشتغال فلسفي، بل ينبغي وجوبا و ليس افتراضا الانفتاح على كل الحقول المعرفية بدون استثناء. فالاشتغال الفلسفي من منظور فرضيات و فروض الوضعية – المسألة، الالتزام، إبداع المفاهيم و الحوار الهادف لا يقبل موضوعا دون آخر. فهو بقدر ما ليس له موضوعا محددا و معينا فهو منتدى المواضيع تتقاطع فيه ورشات الاشتغال من جميع صنوف الحقول المعرفية. فالحوار الفلسفي في هذا السياق وسيلة و غاية ( مفيد أن أشير إلى أن الحوار هو معرفة كما قلت سلفا يعني أنه يؤدي إلى المعرفة عن طريق إعداد الأسئلة الجوهرية الهادفة إلى الحصول على المعرفة الموضوعية الدقيقة و بذلك يحصل التصور الصحيح للحقائق ومعلوم أن السؤال ابن المعرفة أيضا، السؤال يستهدف المعرفة و يصدر عنها في نفس الآن.) مصطفى القباج ص32 لقد تنبه عظيم الفلاسفة اليونان- سقراط- إلى حقيقة الحوار و ارتباطه بالوجود الإنساني. وتكفي الإشارة إلى قولته المشهورة والمأثورة داخل مثنه:[ أيها الإنسان اعرف نفسك بنفسك.] إن هذه القولة تؤسس لمنهجية ما داخل الحقل الفلسفي فيما يرجع إلى منهجية الحوار وآلياته. لكن هذه الدعوة يبدو قصورها و تبرز محدودية فعاليتها كلما خيل لنا أن سقراط ربط فقط وعي الإنسان من خلال الحوار مع ذاته. إن الوعي هو وعي بشيء ما في نظر هوسرل كفكرة مستوحاة من أستاذه برانتانو Brantano. إن هذا الوعي الذي يؤسس له هوسرل يناقض الطريقة التي ربط بها ديكارت بين التفكير والوجود " أنا أفكر اذن أنا موجود " و بذلك فان الوعي هو وعي الذات بموضوع ما خارجي قد تكون ذاتا أخرى. و على كل حال، فان هذه الدعوة السقراطية المبكرة ، في تقديرنا، هو حث و دعوة صريحة إلى ممارسة الحوار لما قد ينتج عنه، من خلال الوعي بوجود الذات، من علاقات حوارية مع الآخر. ما من شك أن الحوار، كيفما كان مستواه و طبيعته، له ما يبرره من جهة و يهدف إلى بناء علاقات و مواقف تجاه الذات و الآخر على السواء. إن الحوار الفلسفي يفترض فيه أن يتميز بضرورة الوجود ليكون ضمانة لجدوى الانخراط الفعلي في ممارسة فلسفية جادة. كما أنه يفترض أن يكون متبوئا لموقع معين و خاص لا يمكن فصله عن مقولة المسؤولية، بمعنى أنه يجب أن يهتم بالواقع الإنساني، ( هيدغر و صورة العالم ) و هنا تظهر مسؤولية الممارس. إن هذه الصيحة السقراطية أريد لها من دون شك؛ أن تكون نقطة انعطاف في المسيرة الفكرية التي كانت قد حققت أشواطا هامة على مستوى القطيعة مع الأسطورة من جهة و مع الفكر الوثقي السفسطائي في معناه غير الممنهج من جهة ثانية. وبذلك يمكن القول إن المشتغل في الحقل الفلسفي و المعتمد على الحوار كإوالية، ينبغي أن يتسلح بمنهج ابستمولوجي بعيد عن كل نزعة دوغمائية ضيقة الأفق وكم أكد الجابري على هذه الضرورة المنهجية في جميع مشاريعه الفلسفية الكبرى خاصة مشروع نقد العقل العربي. | |
|
| |
barakat عضو فعال
عدد الرسائل : 85 العمر : 33 العمل/الترفيه : المطالعة المزاج : نشيط في الأوقات الصعبة تاريخ التسجيل : 13/12/2007
| موضوع: مفهوم الفلسفة في الإسلام1 الأحد ديسمبر 16, 2007 2:28 pm | |
| مفهوم الفلسفة في الإسلام أقرب كلمة مستخدمة في النصوص الإسلامية الأساسية (القرآن و السنة) لكلمة فلسفة هي كلمة (حكمة) ، لهذا نجد الكثير من الفلاسفة المسلمين يستخدمون كلمة (حكمة) كمرادف لكلمة ( فلسفة ) التي دخلت إلى الفكر العربي الإسلامي كتعريب لكلمة Philosphy اليونانية . و إن كانت كلمة فلسفة ضمن سياق الحضارة الإسلامية بقيت ملتصقة بمفاهيم الفلسفة اليونانية الغربية ، فإن عندما نحاول ان نتحدث عن فلسفة إسلامية بالمفهوم العام كتصور كوني و بحث في طبيعة الحياة : لا بد أن نشمل معها المدراس الأخرى تحت المسميات الأخرى : و أهمها علم الكلام و أصول الفقه و علوم اللغة (راجع : تمهيد في تاريخ الفلسفة الإسلامية ، مصطفى عبد الرازق).
و أهم ما يواجه الباحث أن كلا من هذه المدارس قد قام بتعريف الحكمة أو الفلسفة وفق رؤيته الخاصة و اهتماماته الخاصة (1) في مراحل لاحقة دخل المتصوفة في نزاعات مع علماء الكلام و الفلاسفة لتحديد معنى كلمة الحكمة التي تذكر في الأحاديث النبوية و كثيرا ما استخدم العديد من أعلام الصوفية لقب (حكيم) لكبار شخصياتهم مثل الحكيم الترمذي. بأي حال فإن لقب (فيلسوف/فلاسفة) ظل حصرا على من عمل في الفلسفة ضمن سياق الفلسفة اليونانية و من هنا كان اهم جدل حول الفلسفة هو كتابي (تهافت الفلاسفة للغزالي و تهافت التهافت لابن رشد .)
[تحرير] بدايات الفلسفة الإسلامية إذا اعتبرنا تعريف الفلسفة على أنها محاولة بناء تصور و رؤية شمولية للكون و الحياة ، فإن بديات هذه الأعمال في الحضارة الإسلامية بدأت كتيار فكري في البدايات المبكرة للدولة الإسلامية بدأ بعلم الكلام ، و وصل الذروة في القرن التاسع عندما أصبح المسلمون على إطلاع بالفلسفة اليونانية القديمة والذي أدى إلى نشوء رعيل من الفلاسفة المسلمين الذين كانوا يختلفون عن علماء الكلام.
علم الكلام كان يستند أساسا على النصوص الشرعية من قرآن و سنة و أساليب منطقية لغوية لبناء أسلوب احتجاجي يواجه به من يحاول الطعن في حقائق الإسلام ، في حين أن الفلاسفة المشائين ، و هم الفلاسفة المسلمين الذين تبنوا الفلسفة اليونانية ، فقد كان مرجعهم الأول هو التصور الأرسطي أو التصور الأفلوطيني الذي كانوا يعتبرونه متوافقا مع نصوص و روح الإسلام . و من خلال محاولتهم لإستخدام المنطق لتحليل ما إعتبروه قوانين كونية ثابتة ناشئة من إرادة الله ، قاموا بداية بأول محاولات توفيقية لردم بعض الهوة التي كانت موجودة أساسا في التصور لطبيعة الخالق بين المفهوم الإسلامي لله و المفهوم الفلسفي اليوناني للمبدأ الأول أو العقل الأول.
تطورت الفلسفة الإسلامية من مرحلة دراسة المسائل التي لا تثبت إلا بالنقل و التعبّد إلى مرحلة دراسة المسائل التي ينحصر إثباتها بالأدلة العقلية ولكن النقطة المشتركة عبر هذا الإمتداد التأريخي كان معرفة الله و إثبات الخالق [2] . بلغ هذا التيار الفلسفي منعطفا بالغ الأهمية على يد ابن رشد من خلال تمسكه بمبدأ الفكر الحر وتحكيم العقل على أساس المشاهدة والتجربة [3] . أول من برز من فلاسفة العرب كان الكندي الذي يلقب بالمعلم الأول عند العرب ، من ثم كان الفارابي الذي تبنى الكثير من الفكر الأرسطي من العقل الفعال و قدم العالم و مفهوم اللغة الطبيعية . أسس الفارابي مدرسة فكرية كان من اهم اعلامها : الأميري و السجستاني و التوحيدي. كان الغزالي أول من أقام صلحا بين المنطق و العلوم الإسلامية حين بين أن أساسيب المنطق اليوناني يمكن ان تكون محايدة و مفصولة عن التصورات الميتافيزيقية اليونانية . توسع الغزالي في شرح المنطق و استخدمه في علم أصول الفقه ، لكنه بالمقابل شن هجوما عنيفا على الرؤى الفلسفية للفلاسفة المسلمين المشائين في كتاب تهافت الفلاسفة ، رد عليه لاحقا ابن رشد في كتاب تهافت التهافت .
في إطار هذا المشهد كان هناك دوما اتجاه قوي يرفض الخوض في مسائل البحث في الإلهيات و طبيعة الخالق و المخلوق و تفضل الاكتفاء بما هو وارد في نصوص الكتاب و السنة ، هذا التيار الذي يعرف "بأهل الحديث" و الذي ينسب له معظم من عمل بالفقه الإسلامي و الاجتهاد كان دوما يشكك في جدوى أساليب الحجاج الكلامية و المنطق الفلسفية . و ما زال هناك بعض التيارات الإسلامية التي تؤمن بأنه "لا يوجد فلاسفة للإسلام"، ولا يصح إطلاق هذه العبارة، فالإسلام له علماؤه الذين يتبعون الكتاب والسنة، أما من اشتغل بالفلسفة فهو من المبتدعة الضَُّلال" [4].
في مرحلة متأخرة من الحضارة الإسلامية ، ستظهر حركة نقدية للفلسفة أهم أعلامها : ابن تيمية الذي يعتبر في الكثير من الأحيان أنه معارض تام للفلسفة و أحد أعلام مدرسة الحديث الرافضة لكل عمل فلسفي ، لكن ردوده على أساليب المنطق اليوناني و محاولته تبيان علاقته بالتصورات الميتافيزيقية (عكس ما أراد الغزالي توضيحه) و ذلك في كتابه (الرد على المنطقيين) اعتبر من قبل بعض الباحثين العرب المعاصرين بمثابة نقد للفلسفة اليونانية أكثر من كونه مجرد رافضا لها ، فنقده مبني على دراسة عميقة لأساليب المنطق و الفلسفة و محاولة لبناء فلسفة جديدة مهدت للنقلة من واقعية الكلي إلى اسميته .
[تحرير] الفلسفة الإسلامية و الدين من الجدير بالذكر إن الفلسفة الإسلامية لم تحصر مواضع إهتمامها بموضوع الدين او فلسفة الدين فقط ولم يتم كتابته حصريا من قبل المسلمين [5] ، بل كانت تحوي أيضا في طياتها فلسفة العلم و النواحي الغامضة في الدين مرورا بمدرسة التزهد و الصوفية. يرى البعض إن الفلسفة الإسلامية كانت محاولة لشرح و تحليل الفلسفة اليونانية وقد ساهم هذا التحليل و الشرح بالفعل في نشر افكار أرسطو في الغرب [6] ولكنها على عكس الفلسفة اليونانية التي إعتبرت إن استعمال التحليل المنطقي عملية غير مثمرة في محاولة فهم طبيعة الخالق الأعظم إعتبر الفلاسفة المسلمون استعمال التحليل المنطقي في محاولة فهم طبيعة الله ذروة التدين و العبادة. كان الفيلسوف المسلم على الأغلب متعمقا في الإسلام ولم يكن غايته الرئيسية دحض فكرة الدين بل الوصول إلى قمة فهم الدين وإزالة ما إعتبروه شوائب تراكمت على المفهوم الحقيقي للإسلام ولم يكن في قناعاتهم شك بوجد الله بل كانوا يحاولون إثبات وجوده عن طريق التحليل المنطقي.
[تحرير] التناقض مع الفلسفة اليونانية كان مفهوم الخالق الأعظم لدى الفلاسفة اليونانيين يختلف عن مفهوم الديانات التوحيدية فالخالق الأعظم في منظور أرسطو و أفلاطون لم يكن على إطلاع بكل شيئ ولم يظهر نفسه للبشر عبر التاريخ ولم يخلق الكون و سوف لن يحاسبهم عند الزوال وكان أرسطو يعتبر فكرة الدين فكرة لاترتقي إلى مستوى الفلسفة.
طاليس أو تاليس يعتبره البعض أول الفلاسفة اليونانيمكن تقسيم الفلسفة اليونانية القديمة بصورة عامة إلى مرحلتين:
مرحلة ماقبل سقراط التي إتسمت برفضها للتحليلات الميثولوجية التقليدية للظواهر الطبيعية وكان نوع التساؤل في حينها ( من أين أتى كل شيء ؟) وهل يمكن وصف الطبيعة بإستعمال قوانين الرياضيات وكان من اشهرهم طاليس الذي يعتبره البعض أول فيلسوف يوناني حاول إيجاد تفسيرات طبيعية للكون و الحياة لاعلاقة لها بقوى إلهية خارقة فعلى سبيل المثال قال ان الزلازل ليس من صنيعة إله وإنما بسبب كون الأرض اليابسة محاطة بالمياه وكان أناكسيماندر ايضا من ضمن هذا الرعيل وكان يؤمن بالقياسات و التجربة والتحليل المنطقي للظواهر وكان يعتقد ان بداية كل شيئ هي كينونة لامتناهية وغير قابلة للزوال و تتجدد بإستمرار ، من الفلاسفة الآخرين في هذا الجيل ، بارمنيدس ، ديمقراطيس ، أناكسيمين ميلتوسي [7] [8]. مرحلة سقراط و مابعده والتي تميزت بإستعمال طريقة الجدل و المناقشة في الوصول إلى تعريف و تحليل و صياغة أفكار جديدة وكان هذا الجدل عادة مايتم بين طرفين يطرح كل طرف فيهما نظرته بقبول او رفض فكرة معينة وبالرغم من ان سقراط نفسه لم يكتب شيئا ملموسا إلا ان طريقته أثرت بشكل كبير على كتابات تلميذه أفلاطون ومن بعده أرسطو .من وجهة نظر أفلاطون فإن هناك فرقا جوهريا بين المعرفة و الإيمان فالمعرفة هي الحقيقة الخالدة أما الإيمان فهو إحتمالية مؤقتة [9] أما أرسطو فقد قال إنه لمعرفة وجود شيئ ما علينا معرفة سبب وجوده و وجود او كينونة فكرة الخالق الأعظم حسب أرسطو هو فكرة التكامل والمعرفة على عكس فكرة المخلوق الباحث عن الكمال ولتوضيح فكرته أورد أرسطو مثال التمثال وقال ان هناك 4 أسباب لوجود تمثال : اسباب مادية مرده إلى المادة التي صنع منها التمثال. اسباب غرضية مرده إلى الغرض الرئيسي من صنع التمثال. اسباب حرفية مرده الشخص الذي قام بصنع التمثال. اسباب إرضائية مرده الحصول على رضا الشخص الذي سيشتري التمثال [10]. إستفاد أرسطو من نظرية سقراط القائلة إن كل شيئ غرضه مفيد لابد ان يكون نتيجة لفكرة تتسم بالذكاء و إستنادا إلى هذه الفكرة إستنتج أرسطو ان الحركة وإن كانت تبدو عملية لا متناهية فإن مصدرها الثبات وإن هذه الكينونة الثابتة هي التي حولت الثبات إلى حركة وهذه الكينونة الأولية هي إنطباع أرسطو عن فكرة الخالق الأعظم لكن أرسطو لم يتعمق في كيفية و غرض منشأ الكون من الأساس [11].
عدل سابقا من قبل في الأحد ديسمبر 16, 2007 2:31 pm عدل 1 مرات | |
|
| |
barakat عضو فعال
عدد الرسائل : 85 العمر : 33 العمل/الترفيه : المطالعة المزاج : نشيط في الأوقات الصعبة تاريخ التسجيل : 13/12/2007
| موضوع: رد: 'رينيه ديكارت'René Descartes الأحد ديسمبر 16, 2007 2:31 pm | |
| مفهوم الفلسفة في الإسلام2 الفلسفة اليونانية في الفلسفة الإسلامية المبكرة في العصر الذهبي للدولة العباسية و تحديدا في عصر المأمون بدأ العصر الذهبي للترجمة و نقل العلوم الإغريقية و الهلنستية إلى العربية مما مهد لانتشار الفكر الفلسفي اليوناني بشكل كبير و كانت المدرسة الفلسفية الكثر شيوعا خلال العصر الهلنستي هي المدرسة الإفلاطونية المحدثة Neoplatonism التي كان لها أكبر تأثير في الساحة الإسلامية في ذلك الوقت . تحاول الفلسفة الإفلاطونية المحدثة التي أحدثها أفلوطين اساسا الدمج بين الفكر الأرسطي و الأفلاطوني و التوفيق بينهما ضمن إطار معرفي واحد و تصور وحيد لعالم ماتحت القمر و ما فوق القمر . الأفلاطونية المحدثة أيضا ترتبط ارتباطا وثيقا بالمفاهيم الغنوصية التي تتوافق مع بعض أفكار الديانات المشرقية القديمة . أهم تجليات هذه الأفلاطونية المحدثة و الغنوصية تجلت في أفكار أخوان الصفا في رسائلهم و التي شكلت الإطار الفكري المرجعي للفكر الباطني .
لاحقا بدأت تظهر من جديد عملية فصل للمدرستين الإفلاطونية و الأرسطية ، حيث ظهر العديد من العجبين بقوة بناء النظام الفكري الأرسطي و قوة منطقه و استنتاجه و كان اهم شارحيه و ناشري المدرسة الأرسطية هو ابن رشد ، لم تعدم الاسحة الإسلامية أيضا انتقال بعض الأفكار الشكوكية التي عمدت إلى نقد الأفكار الميتافيزيقية الإسلامية و كانت تبدي الكثير من الأفكار التي توصف بالإلحاد حاليا اهمهم : ابن الراوندي و محمد بن زكريا الرازي .
[تحرير] الهرمسية و الإفلاطونية المحدثة أول ما وجد في منطقة الشرق الأدنى (سوريا و العراق و مصر) بعد دخول الإسلام من دراسات فلسفية كانت الثقافة الهيلينية التي كانت تسيطر عليها الإفلاطونية المحدثة إضافة إلى الهرمسية التي كانت مختلطة بجماعات الصابئة في حران و عقائد و أفكار المانوية و الزرادشتية . تشكل الهرمسية و الإفلاطونية المحدثة مجموعة رؤى هرمسية و إطار فلسفي لرؤية كونية غنوصية أو تدعى احيانا يالعرفانية . تنسب الهرمسية كعلوم و فلسفة دينية إلى هرمس المثلث بالحكمةالناطق باسم الإله .غير ان العديد من البحاث الحديثة (أهمها دراسة فيستوجير) تؤكد أن تلك المؤلفات الهرمسية ترجع إلى القرنين الثاني و الثالث للميلاد و قد كتبت في مدينة الإسكندرية من طرف أساتذة يونانيين . و بشكل عام تقدم الرؤية الهرمسية تصورا بسيطا عبارة عن إله متعال منزه عن عن كل نقص و لا تدركه الأبصار و لا العقول . بمقابله توجد المادة و هي أصل الفوضى و الشر و النجاسة . أما الإنسان فهو مزبج جسم مادي غير طاهر ، يسكنه الشر و يلابسه الموت ، وجزء شريف أصله من العقل الكلي الهادي هو النفس الشريفة . تتصارع في الإنسان جزءاه الطاهر و النجس و تتصارع فيه الهواء بين رغبة بالتعالي و رغبة في الشر لذلك جاء الإله هرمس ليقوم بالوساطة بين الإنسان و الإله المتعالي بتوسط العقل الكلي الهادي ليعلم الناس طريق الخلاص و الاتحاد بالاله المتعالي (و هنا يحدث الفناء في مصطلح الصوفية) . لكن هذا الطريق صعب لا يتحمله إلا النبياء و الأتقياء و الحكماء . النفس كائنات إلهية عوقبت بعد ارتكابها إثم لتنزل و تسجن في الأبدان و لا سبيل لخلاصها إلا بالتطهر و التأمل للوصول إلى المعرفة ، هذه المعرفة لا تتم عن طريق البحث و الاستدلال بل عن طريق ترقي النفس في المراتب الكونية و العقول السماوية .
عدم الفصل بين العالم العلوي و العالم السفلي ، و قدرة النفس على التواصل مع العقول السماوية و الإله المتعالي ، إلهية النفس البشرية و شوقها للاتحاد و الاندماج في الاله او حلول الاله في العالم ، وحدة الكون و تبادل التأثير بين مختلف الكائنات (نباتات ، حيوانات ، إنسان ، اجرام سماوية سبعة أو الكواكب ) ، الدمج بين العلم و الدين و عدم الاعتراف بسببية منتظمة في الطبيعة ، دراسة العناصر و تحولاتها بشكل ممتزج مع السحر و التنجيم (أصول الخيمياء) : كل هذا يشكل مباديء الهرمسية و العرفانية و تشكل الأفلاكونية المحدثة عن طريق العقول السماوية العشرة و نظرية الفيض التي تنتقل من خلالها المعرفة من العقل الأول إلى الإنسان و بالعكس الإطار الفلسفي لهذه الأفكار.
[تحرير] فلسفة أرسطو لم يدخل أرسطو إلى الساحة العربية الإسلامية إلا بعد حملة الترجمة التي قام بها الخليفة المأمون . و تذكر المصادر ان أول كتب تمت ترجمته لأرسطو كان كتاب "السماء و العالم" من قبل يوحنا البطريق عام 200 هـ لكن حنين بن اسحاق اضطر إلى إعادة ترجمتها عام 260 هـ و يمكن اعتبار بداية دخول أرسطو الحقيق تمت على يد حنين و ابنه اسخاق سنة 298 هـ . أما أرسطو المنحول فقد دخل عن طريق كتاب "أتولوجيا" الذي ترجمه ابن ناعمة الحمصي عام 220 هـ . و يبدو أن ابن المقفع و ابنه محمد قد قاما أيضا بترجمة بعض كتب أرسطو مثل كتب الأرغانون و كتاب التحليلات الأولى و كتاب المنطق لفورفوريوس . و يؤكد بول كراوس أنه لم يتم خلال الفترة الأولى قبل المامون ترجمة أي شيء عدا الأجزاء الثلاثة الأولى من الأرغانون التي تتناول المنطق فقط دون الفلشفة الولى و الطبيعة على عادة المسيحيين السريان ، لكن حركة الترجمة في عصر المأمون مددت ذلك لتشمل كتب أرسطو غير المنطقية . و يكفي أن نعرف ان كتاب التحليلات الثانية او البرهان لم يترجم للعربية إلا في القرن الرابع الهجري على يد أبي بشر متى عام 328 هـ (2).
[تحرير] تاريخ الفلسفة في العالم الإسلامي
[تحرير] علم الكلام و المعتزلة كان علم الكلام مختصا بموضوع الإيمان العقلي بالله وكان غرضه الإنتقال بالمسلم من التقليد إلى اليقين و إثبات أصول الدين الاسلامي بالأدلة المفيدة لليقين بها. علم الكلام كان محاولة للتصدي للتحديات التي فرضتها الالتقاء بالديانات القديمة التي كانت موجودة في بلاد الرافدين أساسا (مثل المانوية و الزرادشتية و الحركات الشعوبية) وعليه فإن علم الكلام كان منشأه الإيمان على عكس الفلسفة التي لا تبدأ من الإيمان التسليمي ، أو من الطبيعة ، بل تحلل هذه البدايات نفسها إلى مبادئها الأولى [12] . هناك مؤشرات على إن بداية علم الكلام كان سببه ظهور فرق عديدة بعد وفاة الرسول محمد ،ومن هذه الفرق: [13]:
المعتزلة (القدرية) لإنكارهم القدر. الجهمية (الجبرية) أتباع جهم بن صفوان كانوا يقولون إن العبد مجبور في أفعاله لا اختيار له. الخوارج الزنادقة الاشاعرة والماتريدية والصوفية والسلفية. الامامية والزيدية والاسماعيلية الاباضية [14] كان نشأة علم الكلام في التاريخ الإسلامي نتيجة ما إعتبره المسلمون ضرورة للرد على ما إعتبروه بدعة من قبل بعض "الفرق الضالة" وكان الهدف الرئيسي هو إقامة الأدلة وإزالة الشبه ويعتقد البعض إن جذور علم الكلام يرجع إلى الصحابة و التابعين ويورد البعض على سبيل المثال رد ابن عباس و ابن عمر و عمر بن عبد العزيز والحسن بن محمد ابن الحنفية على المعتزلة، ورد علي بن أبي طالب على الخوارج و رد إياس بن معاوية المزني على القدرية والتي كانت شبيهة بفرضية الحتمية. كان علم الكلام عبارة عن دراسة "أصول الدين" التي كانت بدورها تتمركز على 4 محاور رئيسية وهي: [15]
الالوهية: البحث عن اثبات الذات و الصفات الالهية. النبوة: عصمة الأنبياء و حكم النبوة بين الوجوب عقلاً، وهو مذهب المعتزلة و الجواز عقلاً، وهو مذهب الاشاعرة. الامامة: الآراء المتضاربة حول رئاسة العامة في أمور الدين و الدنيا لشخص من الاشخاص نيابة عن النبي محمد. المعاد: فكرة يوم القيامة و إمكان حشر الاجسام. ويدرج البعض عناوين فرعية أخرى مثل "العدل" و "الوعد" و "الوعيد" و "القدر" و "المنزلة" [16].
[تحرير] دور الكندي في الفلسفة كان يعقوب بن اسحاق الكندي (805 - 873) أول مسلم حاول استعمال المنهج المنطقي في دراسة القرآن ، كانت أفكار الكندي متأثرا نوعا ما بفكر المعتزلة ومعارضا لفكر أرسطو من عدة نواحي . نشأ الكندي في البصرة و إستقر في بغداد وحضي برعاية الخليفة العباسي المأمون، كانت إهتمامات الكندي متنوعة منها الرياضيات و العلم و الفلسفة لكن إهتمامه الرئيسي كان الدين [17].
بسبب تأثره بالمعتزلة كان طرحه الفكري دينيا وكان مقتنعا بأن حكمة الرسول محمد النابعة من الوحي تطغى على إدراك وتحليل الإنسان الفيلسوف هذا الرأي الذي لم يشاركه فيه الفلاسفة الذين ظهروا بعده . لم يكن إهتمام الكندي منصبا على دين الإسلام فقط بل كان يحاول الوصول إلى الحقيقة عن طريق دراسة الأديان الأخرى وكانت فكرته هو الوصول إلى الحقيقة من جميع المصادر ومن شتى الديانات و الحضارات [18].
كان الخط الفكري الرئيسي للكندي عبارة عن خط ديني إسلامي ولكنه إختلف عن علماء الكلام بعدم بقاءه في دائرة القرآن و السنة وإنما خطى خطوة إضافية نحو دراسة الفلسفة اليونانية وقام بإستعمال فكرة أرسطو والتي كانت مفادهاان الحركة وإن كانت تبدو عملية لا متناهية فإن مصدرها الثبات وإن هذه الكينونة الثابتة هي التي حولت الثبات إلى حركة فقام الكندي بطرح فكرة مشابهة ألا وهي إن لا بد من وجود كينونة ثابتة وغير متحركة لتبدأ نقطة إنطلاق حركة ما. كان الكندي لحد هذه النقطة موافقا لأرسطو ولكنه ومن هذه النقطة أدار ظهره لفكر أرسطو ولجأ إلى القرآن لتكملة فكرته عن الخلق و النشوء وإقتنع بأن الله هو الثابت وإن كل المتغيرات نشأت بإرادته [19].
لكن الفلسفة التقليدية اليونانية كانت لاتعترف بهذه الفكرة على الإطلاق وعليه فإن الكندي حسب تعريف المدرسة الفكرية اليونانية لايمكن وصفه بفيلسوف حقيقي ولكنه كان ذو تأثير على بداية تيار فكري حاول التناغم بين الحقيقة الدينية و الميتافيزيقيا [20].
و في عصره (عصر المعتصم) سيحاول الكندي أن ينخرط في معركة "نصرة العقل" ضد أفكار الهرمسية و الأفلاطونية المحدثة لذلك سنجده يؤلف "الرد على المنانية و المثنوية" و سيرفض نظرية الهرمسية و الأفلاطونية المحدثة عن وجود جملة من العقول السماوية (و هي الطريقة التي تجعل بها الهرمسية وسائط بين العقل الكلي أو العقل العاشر الفعال و الإنسان ) و هي أساس نظرية الفيض التي تجعل معرفة الإنسان قابلة للحصول عن طريق الفيض أو الغنوص (3). يرفض الكندي هذا الاتصال و يميز بين "علم الرسل" الذي يحدث عن طريق الوحي (الوسيلة الوحيدة بين الله و الإنسان ) و "علم سائر البشر" الذي لا يحدث إلا عن طريق البحث و الاستدلال و الاستنتاج . في مجال الوجود و على عكس الفلاسفة اللاحقين سيتنى الكندي فكرة "حدوث العالم" مستندا إلى مجموعة من المفاهيم الأرسطية : فجرم العالم متناه و الزمان متناه أيضا و الحركة متناهية ، إذا العالم متناه و محدث : حسب تعبير الكندي : " الله هو العلة الأولى التي لا علة لها الفاعلة التي لا فاعل لها المتممة التي لا متمم لها ، المؤيس الكل عن ليس و المصير بعضه لبعض سببا و علة " . و واضح هنا أن أثر الثقافة الإسلامية واضح في كلام الكندي الذي لم يصله الكثير بعد من ترجمات كتب أرسطو .
إضافة لذلك يقرر الكندي أن الحقيقية الدينية و الحقيقة الفلسفية واحدة فلا تناقض بينهما ، غير أن ظاهر النص قد يوحي ببعض الاختلاف إذا لم يعمل العقل في مجال تأويل معقول .
بالمقابل سيؤلف الكندي "رسالة في الفلسفة الأولى" ليهديها إلى الخليفة المعتصم و هي بمجملها تخطئة لموقف الفقهاء و المتكلمين من علوم الأوائل (الفلسفة) و الدعوة إلى الاستفادة لما ورد في علوم الأوائل من علوم مفيدة . الرسالة بمجملها تعتبر دفاعا عن الفلسفة وسط حالة الرفض لكل ما هو أجنبي لكنها لاترقى إلى تأسيس فهم و ترسيخ الفكر الأرسطي بشكل واضح (4). | |
|
| |
barakat عضو فعال
عدد الرسائل : 85 العمر : 33 العمل/الترفيه : المطالعة المزاج : نشيط في الأوقات الصعبة تاريخ التسجيل : 13/12/2007
| موضوع: رد: 'رينيه ديكارت'René Descartes الأحد ديسمبر 16, 2007 2:33 pm | |
| دور الرازي في الفلسفة تميز الجيل الذي ظهر بعد الكندي بصفة اكثر حزما وراديكالية ، فكان أبو بكر الرازي (864 - 923) الذي وصف بكونه ذو تيار فكري رفض إقحام الدين في شؤون العقل ورفض في نفس الوقت نظرة أرسطو للميتافيزيقيا وكان فكره أقرب إلى الغنوصية أو (العارفية) حيث قال الرازي إن من المستحيل ان يكون منشأ المادة عبارة عن كينونة روحية ورفض الرازي ايضا فكرة والتي كانت مفادهاان الحركة وإن كانت تبدو عملية لا متناهية فإن مصدرها الثبات ورفض في نفس الوقت تحاليل علماء الكلام عن الوحي و النبوة [21].
كان الرازي مقتنعا إن التحليل العقلي و المنطقي هي الطريقة الوحيدة للوصول إلى المعرفة وعليه فإن الكثير من المؤرخين لايعتبرون الرازي مسلما بالمعنى التقليدي للمسلم ويرى الكثيرون انه كان الإنعطافة الحقيقية الأولى نحو الفلسفة و الفيلسوف كما كان يعرف في الحضارة اليونانية. كان الرازي طبيبا بارعا ومديرا لمستشفى في الري في إيران وكان جريئا في مناقشة التيار الفكري الذي سبقه وكان مؤمنا إن الفيلسوف الحقيقي لايستند على تقاليد دينية بل يجب عليه التفكير بمنآى عن تأثير الدين وكان مقتنعا إن الإعتماد على الدين غير مثمر لإختلاف الأديان المختلفة في وجهات النظر حول الخلق وماهية الحقيقة [22].
أكبر نقد تم توجيهه إلى الرازي كان نقدا عميقا جدا بالرغم من بساطته و النقد البسيط العميق كان إذا كانت الفلسفة الطريقة الوحيدة للوصول إلى الحقيقة فماذا عن عامة الناس او الناس البسطاء الغير قادرين على التفكير الفلسفي هل يعني هذا بأنهم تائهون للابد ، يأتي أهمية هذا النقد بسبب كون الفلسفة في المجتمع الإسلامي ولحد هذا اليوم مرتبطة بطبقة النخبة وباشخاص إتسموا بذكاء عالي وهذا كان مناقضا لمفهوم الأمة الإسلامية الواحدة والأفكار الروحية المفهومة من قبل الجميع وليس البعض [23].
دور الفارابي في الفلسفة الفارابي كما يظهر على عملة كازاخستان.بدأ الفارابي من من نقطة الإنتقاد الموجهة للرازي وللفلسفة بصورة عامة وكان النقد عبارة عن فائدة الفلسفة في تنظيم الحياة اليومية للإنسان البسيط الذي يرى الفلسفة شيئا بعيدا كل البعد عن مستوى أستيعابه ولايجد في ذلك النوع من المناقشات اي دور عملي ملموس في حياته اليومية . حاول أبو نصر محمد الفارابي (874 - 950) الفيلسوف من تركستان تضييق حجم الفجوة بين المسلم البسيط و الفلسفة ويعتبره البعض رائدا في هذا المجال حيث حاول في كتابه "آراء أهل المدينة الفاضلة" التطرق إلى القضايا الاجتماعية و السياسية المتعلقة بالإسلام. في كتاب "الجمهورية" طرح أفلاطون فكرة إن المجتمع المثالي يجب ان يكون قائده فيلسوفا يحكم حسب قوانين العقل والمنطق وتبسيطها لتصبح مفهومة من قبل الإنسان البسيط . من هذه الفكرة حاول الفارابي ان يطرح فكرته حول إن الرسول محمد كان بالضبط ما حاول أفلاطون ان يوضحه عن صفات قائد "المجتمع الفاضل" لقدرته حسب تعبير الفارابي من تبسيط تعاليم روحية عليا وإيصالها إلى الإنسان البسيط [24].
بهذه النظرة إبتعد الفارابي كليا عن مفهوم الخالق في الفلسفة اليونانية الذي كان بعيدا كل البعد عن هموم الإنسان البسيط والذي لم يخاطب الإنسان يوما، ولكن الفارابي ضل ملتقيا مع فكر أرسطو في نقطة إن قرار الخلق لم يكن عبثيا ولا متسرعا. إستخدم الفارابي فكرة النشوء اليونانية التي كانت تختلف عن فكرة الخلق في الديانات التوحيدية فحسب النظرية اليونانية فإن النشوء يبدأ من كينونة أولية ثابتة ولكن سلسلة النشآت تخضع لقوانين طبيعية بحتة وليست لقوانين دينية او إلهية [25]. حاول الفارابي تطويع هذه الفكرة من النظرة التوحيدية للخلق فقال إن الإنسان بالرغم من منشأه على هذه الأرض فإنه إمتداد لسلسلة من أطوار النشوء التي بدأت من المصدر إلى السماء العلى إلى الكواكب والشمس و القمر وإن الإنسان له القدرة بأن يزيل أتربة هذه التراكمات من النشوء لكي يرجع إلى الخالق الأولي وكان هذا التحليل بالطبع مخالفا لفكرة القرآن عن خلق الإنسان [26]
الكثير من الدراسات تعتبر الفارابي أهم من استطاع إيصال و شرح علوم المنطق بالعربية ، بالمقابل سنجد أن الفارابي كان يشغله هاجس الوحدة و التوحيد في ظل دول و إمارات إسلامية متفرقة في عهد الدولة الحمدانية ، كان الفارابي يتطلع لتوحيد الملة عن طريق توحيد الفكر لذلك سنجده يحاول التوحيد بين الأمة (الشريعة) و الفلسفة في كتاب الحروف (5) و سيحاول ان يجمع بين رأي الحكيمين : أفلاطون و أرسطو في كتاب الجمع بين الحكيمين (6)، و سنجده أيضا عكس الكندي يحاول أن يدخل العرفان أو الغنوص في منظومته الفكرية فيقبل نظرية العقول السماوية و الفيض لكن العرفان لا يتحقق عند الفارابي بنتيجة النفس و التأمل بل المعرفة و السعادة (الصوفية العرفانية) هي نتيجة المعرفة عن طريق البرهان . و كما في نظرية الإفلاطونية المحدثة : العقل الأول الواجب الوجود لا يحتاج شيئا معه بل يفيض وجوده فيشكل العقل الثاني فالثالث حتى العقل العاشر التي يعطي الهيولى و المادة التي تتشكل منها العناصر الأربعة للطبيعة : الماء و الهواء و النار و التراب . و الدين و الفلسفة يخبراننا الحقيقة الواحدة فالفلسفة تبحث و تقرر الحقائق و الدين هو الخيالات و المثالات التي تتصور في نفوس العامة لما هي عليه الحقيقة ، و كما تتوحد الفلسفة مع الشريعة و الملة كذلك يجب أن تبنى المدينة الفاضلة على غرار تركيب الكون و العالم بحيث تحقق النظام و السعادة للجميع . هذا كان حلم الفارابي المقتبس من فكرة المدينة الفاضلة لأفلطون | |
|
| |
barakat عضو فعال
عدد الرسائل : 85 العمر : 33 العمل/الترفيه : المطالعة المزاج : نشيط في الأوقات الصعبة تاريخ التسجيل : 13/12/2007
| موضوع: [b]كل المواظيع المتعلقة بالفلسفة[/b] الأحد ديسمبر 16, 2007 2:38 pm | |
| | |
|
| |
| 'رينيه ديكارت'René Descartes | |
|