بداية. قال (ص) . - من غشنا فليس منا- و هذا كاف لكل عاقل طبعا و قد قيل أيضا ما يلي
الغش سلوك غير خلقي ينم عن نفس غير أمينة أو غير سوية لا يصلح صاحبها للقيام بأية مهمة تخص المجتمع مهما كان نوعها سياسية أو إدارية أو اجتماعية أو تربوية .و يدل عن ضعف في الشخصية والإرادة و الفتور العقلي
وإن أول المتضررين من الغش هم من يقومون به رغم إحساسهم بعكس ذلك،،
الغش مرض تربوي يجب مقاومته بالقوانين المنظمة، لكن الأهم هو السعي الجاد لمكافحته بالطرق الناجعة ( وليس بالنكران)،
المعروف أن بعض الطلبة يحاولون الغش للحصول على مجموع كبير أو تقدير كبير؛ ذلك لأن الإمتحان هو الفاصل في القبول أو الرفض في مؤسسات التعليم، فلو قمنا بفك الارتباط بين الحصول على الشهادة والقبول بمراحل التعليم لانتهى الغش وقضينا على جزء كبير منه، بمعنى التركيز على التعليم، ففي بعض الأنظمة المعمول بها في كثير من الدول يعتمد على نظام المسابقات (( فتم إلغاء الغش تلقائيا))
تعد مشكلة الغش من أخطر المشاكل التي يواجهها التعليم المدرسي وأوسعها تأثيراً على حياة التلميذ والمجتمع حوله . وإننا نحث المعلم أو المرشد الطلابي أو أية إدارة مدرسية على معالجة هذه المشكلة لدى أفراد التلاميذ و عدم تركهم لها إلا بعد التأكد من تخلصهم منها .
تعود ظاهرة إنتشار الغش في الإمتحانات إلى إنخفاض مستوى التحصيل الدراسي للطالب، والرغبة في النجاح بأية وسيلة، والرغبة في الحصول على نقاط مرتفعة، وهو نتيجة لعدم التركيز أثناء الشرح والتكاسل والاتِّكاليَّة وتقليد الزملاء ذوي العادات والتربية الشاذة و الناقصة، وعدم الاستعدادالجيد للإمتحان
كما أن وللتهاون في تطبيق عقوبة الغش (وتهاون المشرفين أثناء قيامهم بواجبهم) وتقارب المقاعد في صفوف قاعات الامتحان( الإكتظاظ). هي أيضا من أسباب إنتشاره..
كما أن أغلب الامتحانات تقيس المستويات المعرفية البسيطة مثل التذكر والفهم، وتتجاهل المستويات العليا للتفكير كالتحليل والتركيب والتمييز والتقويم، والإمتحانات بوصفها الحالي لها إنعكاسات سلبية على العملية التعليمية بأكملها؛ لأنها ترفع روح التنافس وتُشَجِّع الطلاب على الغش بدلاً من روح التعاون والبحث نظرًا لإعتمادها على الكتاب المقرر فقط، وتؤثر سلبًا على المعلم أيضًا لأنه يهمل قياس المهارات و القدرات الأخرى للطالب وتنميتها.. مثل: الملاحظة وسرعة البديهةو التحليل و التركيب والإستنتاج العلمي وصياغة الفرضيات و المقارنة الممنهجة وغيرها.....
مهما حاولنا أو حاول المسؤولون في ميدان التربية و التعليم أن ينفوا وجود ظاهرة تسمى الغش الجماعي فالدراسات تثبت أنها موجودة، وأن لها سنوات تظهر فيها وسنوات أخرى تختفي أو تقل فيها، لكنها - وإن كان من المؤكد أنها لا زالت موجودة، وما يُضْبَط منها قليل جدًا خاصة في المدارس الأهلية وفي المدارس النائية في المدن البعيدة عن العاصمة التي تحكمها ضغوط كثيرة..
ومن بين أسباب الغش ضعف الوازع الديني باعتبار أن الغش نوع من السرقة، والرغبة في النجاح بدرجات مرتفعة دون مجهود ، ووجود قصور في الضوابط الرادعة للغش، وعدم توافر الإجراءات الأمنية الجادة داخل وخارج اللجان، ومن يتعوّد الغش تتكون لديه عادة الغش والتزييف في كثير من جوانب حياته العملية بعد التخرج.
ومن بين أسباب انتشار الغش الجماعي تواطؤ بعض المسؤولين عن تأمين لجان الامتحانات لاعتبارات شخصية أو نتيجة لضغوط أولياء الأمور، بالإضافة إلى رغبة البعض في الحصول على نسب مرتفعة للنجاح لمدارسهم أو إدارتهم للتباهي بها.أما أغرب ما في الأمر فهو إملاء الإجابة على الطلاب وهو الطريق الأكثر انتشارًا في المدارس، وبالطبع المسؤولون أنفسهم هم من يقومون بالإملاء، ثم كتابة الإجابة على السبورة، كل ذلك يحدث ولابد من معرفته والاعتراف به شئنا أم أبينا.
والآن من المسؤووووووول يا ترى عن تفشي هذه الظاهرة