بسم الله الرحمن الرحيم
الم يلفت نظركم هذا الاسم الغريب الم يثر عندكم سؤالا: لملذا سمي بهذا الاسم ؟ ولماذا هو مشهورالى هذه الدرجة؟
هو عمرو بن بحر بن محجوب الكناني ولد في خراسان حوالي سنة 160 هجري 776 ميلادي. لم يكن عمرو طفلا ً
جميلاً لأن عينيه كانت بارزتين ولقب بالجاحظ من اجلهما. وكان ايضاً قصير القامة مما يجعله قبيحا اكثر ، لكن هذا
لم يمنعه من ان يكون ظريفا في اطلاق النكات. توفي واله وهو في السنة الثانية من عمره فوقع عبء تربيته على
والدته التي انتقلت معه للعيش في البصرة وقد كانت اما صالحة ارادت ان يكبر ابنها ويتعلم صنعة ياكل منها بعرق جبينه ولكنها لجهلها لم تكن ترى ان العلم والثقافة يمكن ان يؤمنا له لقمة العيش دون الاعتماد على عمل اخر ،
لذلك اخذ عمرو يعمل في بيع السمك ، لكنه بقي مصرا على الالتصاق بمجالس العلم في مدينة كانت من اهم حواضر
الثقافة في ذلك الزمان الى ان كان يوم جرت له فيه هذه المحادثة الطريفة ]عاد عمرو من الكتاب الى بيته جائعاً، وطلب من امه ان تطعمه ، فما كان منها الا ان اتته بطبق من الكراريس والكتب وضعته امامه . فسألها مستغرباً:
ماهذا؟ قالت : هذا الطعام الذي تاتيني به كل يوم ! خرج عمرو من البيت حزينا فقابله رجل من اهل العلم وسأله عن
عن سبب حزنه ، فأخبره عمرو بقصته مع امه .فضحك الرجل واخذه معه الى بيته ليكرمه على اجتهاده في الدراسة
واعطاه بضعة دراهم مع كيس من الطحين . رجع الطفل الصغير الى البيت فرحاص فسألته اغمه مندهشة : من اين
لك هذا ؟! فأجابها بما فطر عليه من حب للمزاح: من الكراريس التي اطعمتني اياها.... عاد الى التعلم والعلم في آن واحد الى ان مر الوقت واصبح شابا . فلم تعد تكفيه البصرة بما فيها من علوم فغادرها الى بغداد عاصمة الفكر و
والثقافة . وقصد الشعراء والادباء و العلماء في ذلك العصر لينهل من علومها وبدأ نبوغه الادبي يظهر في مؤلفاته
التي احبه الناس وكان لروح المرح والظرف دورا كبيرا في جعله سلسلة مستحبة لدى مختلف فئاتهم فلم يكن يتردد عن ذكر النوادر التي تحصل معه في حياته اليومية هذا بالاضافة الى دقة ملاحظته واعتماده على العقل مما جعل كتبه تحتوي على ملاحظات علمية هامة في مختلف المجالات كالعلم والفلسفة واللغة و الشعر والنطق .
وقد وصف القدماء كتبه فقالوا : إنها تعلم العقل اولاً ، والادب ثانيا . وطرافته وحبه للنكت جعلته يؤلف كتبا كاملة عن موضوعيات غريبة ومسلية ككتابة البخلاء . ولما امتد به العمر مرض بمرض يسمى { الفالج والنقرس}
فعاد الى البصرة وعاش فيها. لكن هذا لم يقلل من عزيمته واستمر في التأيف والكتابة . وقد الف اهم كتبه في هذه الفترة { كتاب الحيوان } الذي يعد موسوعة حقيقية ، حوت على جميع انواع المعارف من شعر وادب ومنطق وفلسفة الخ......، بالاضافة الى كونه اول كتاب يتحدث عن الحيوان يشكل مفصل. وقد بلغ الخامسة والسبعين من عمره ،عندما اكمله واهداه الى محمد بن الزيات وزير المتوكل .لم يتوقف طلابه عن زيارته للتعلم منه او للاطمئنان عليه، لانه اصبح محبوباً من جميع الناس الذين قدروا وعرفوا قيمة علمه دون النظر الى شكله.وصار هو يضع المجلدات الضخمة حوله على شكل نصفد\ائرة ليسهل عليه الوصول اليها ويتناول مايريد نها بيسر وسهولة اثناء قيامه ببحوثه، الى ان تكومت حوله لدرجة كبيرة مما جعلها تسقط عليه في احد اليام لتضع نهاية لحياته عام 255 هجرية، وليبقى اسمه خالدا في ذاكرة التاري