وما هو البديل ؟! إذا الإنسان يتميز بالقدرة غير المحدودة في تكيفه مع البيئة وفي تكييف
البيئة لحاجاته، وان خروج الطفل عن الأنظمة المدرسية له أسباب يجب
أن نبحث عنها في إطار الوسط الذي يعيش فيه التلميذ والأسرة التي ينتمي إليها .
وتوجد أساليب متعددة ومتنوعة جدا يمكن استخدامها
في معالجة هذه الظاهرة القليل من الاحترام
والتفهم يجعلنا قادرين على احتواء مظاهر العنف ,
وفي كل الأحوال فان العنف والإكراه عملية تخدير مؤقت وليس حلا جذريا
, لان الطفل الذي كبح جماحه بالقوة سيعود إلى مخالفة النظام
كلما سنحت له الفرصة.
أما فيما يتعلق بمسالة التقصير المدرسي والتخلف الدراسي:
هذه الظاهرة تعود إلى عوامل اجتماعية وأسرية,والتقصير
ليس مسؤولية الطفل وحده بل هو مسؤولية الأسرة ومسؤولية المدرسة ذاتها.
وفي كل الأحوال العقاب ليس حلا، إنما المساعدة والتفهم والتشجيع
ومعالجة الظروف المحيطة بالطفل هي الوسائل التربوية
التي يجب أن تعتمد كحلول موضوعية لهذه الإشكالية.
العنف والتحصيل المدرسي
ماهي الآثار الناجمة عن استخدام العنف في التحصيل المدرسي؟!
لايمكن للعنف أن يؤدي إلى نمو طاقة التفكير والإبداع عند الطفل,
والعنف لا يؤدي في افضل نتاجه إلا إلى عملية استظهار بعض النصوص والأفكار،
إن القدرة على التفكير لا تنمو إلا في مناخ الحرية ,
الحرية والتفكير أمران لا ينفصلان.
وإذا كانت العقوبة تساعد في زيادة التحصيل فان الأمر لا يتعدى كونه أمرا وقتيا
عابرا وسوف يكون على حساب التكامل الشخصي، والدراسات التربوية
الحديثة تؤكد بان الأطفال الذين يحققون نجاحا وتفوقا
في دراستهم هم الأطفال الذين ينتمون إلى اسر تسودها المحبة والأجواء الديمقراطية.
والعملية التربوية ليست تلقين المعلومات والمناهج
بل إنها عملية متكاملة تسعى إلى تحقيق النمو الازدهار والتكامل.
بعض النقاط الأساسية لمعالجة هذه الظاهرة:
1-تنمية وتطوير الوعي التربوي على مستوى الأسرة والمدرسة,
ويتم ذلك من خلال وسائل الإعلام المختلفة,
ومن خلال إخضاع المعلمين والآباء لدورات اطلاعية
وعلمية حول افضل السبل في تربية الأطفال ومعاملتهم.
2-تحقيق الاتصال الدائم بين المدرسة والأسرة واقامة
ندوات تربوية خاصة بتنشئة الأطفال.
3-تعزيز وتدعيم تجربة الإرشاد الاجتماعية والتربوي في المدارس وإتاحة الفرصة
أمام المرشدين من اجل رعاية الأطفال وحمايتهم وحل
مشكلاتهم ومساعدتهم في تجاوز الصعوبات التي تعترضهم.
4-ربط المدارس بمركز الرعاية الاجتماعية والنفسية الذي يحتوي على
عدد من الأخصائيين
في مجال علم النفس والصحة النفسية والخدمة الاجتماعية,
حيث تتم مساعدة الأطفال الذين يعانون من صعوبات كبيرة
في تكيفهم المدرسي, وحل المشكلات السلوكية والنفسية
التي يعجز المرشد عن إيجاد حلول لها, أي أن يكون مرجعية
تربوية نفسية واجتماعية لكل محافظة أو مدينة على الأقل .
5-التعاون بين المدارس وجمعية حماية الطفل في رصد مشكلة
العنف على الأطفال ومعالجتها